باكستان تكشف النقاب عن ميزانيتها مع تطلعها للفوز بخطة إنقاذ جديدة من صندوق النقد الدولي بواسطة رويترز

إسلام أباد (رويترز) – ستقدم الحكومة الائتلافية الباكستانية يوم الأربعاء ميزانيتها للسنة المالية المنتهية في يونيو 2025 والتي يتوقع المحللون أن تحدد أهدافا مالية طموحة في الوقت الذي تتطلع فيه إلى تعزيز مبررات اتفاق إنقاذ جديد مع صندوق النقد الدولي.
وتأتي الميزانية بعد يوم من قول الحكومة إن النمو الاقتصادي المتوقع بنسبة 2.4% في العام الحالي سيتجاوز هدف 3.5%، على الرغم من ارتفاع الإيرادات بنسبة 30% عن العام الماضي، كما أن العجز المالي وعجز الحساب الجاري تحت السيطرة.
وقال عابد سوليري من معهد سياسات التنمية المستدامة وهو مؤسسة بحثية إنه بينما من المتوقع أن تلتزم باكستان بالحذر المالي في إطار برنامج جديد لصندوق النقد الدولي، فمن المتوقع أن يظل النمو مقيدا.
وأضاف أن “العديد من الإجراءات المتخذة لتحقيق الاستدامة المالية ستؤثر سلبا على النمو، على الأقل في المستقبل القريب”.
وتجري باكستان محادثات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض من المتوقع أن يتراوح بين 6 و8 مليارات دولار، في إطار سعيها لتجنب التخلف عن السداد لاقتصاد ينمو بأبطأ وتيرة في المنطقة.
لكن الانتعاش الاقتصادي الأخير، في أعقاب تدابير الاستقرار وانخفاض التضخم، فضلا عن خفض سعر الفائدة من قبل البنك المركزي يوم الاثنين، جعل الحكومة متفائلة بشأن آفاق النمو.
وقال وزير المالية محمد أورنجزيب، الذي من المقرر أن يقدم ميزانيته الأولى، للصحفيين يوم الثلاثاء، إن سعر الفائدة الرئيسي قد ينخفض أكثر هذا العام وسيستمر النمو الاقتصادي في الارتفاع.
ستراقب الأسواق الميزانية لتحديد هدف عائدات الخصخصة، حيث تتطلع باكستان إلى إجراء أول عملية بيع كبيرة لها منذ ما يقرب من عقدين من الزمن مع التخلص من حصة في شركة الطيران الوطنية، لبدء سلسلة من هذه التحركات.
ولكن المخاوف تظل قائمة بشأن قدرة الحكومة على متابعة الإصلاح، لأنها عُرضة لمراوغات السياسات الائتلافية في مواجهة الضغوط الشعبية المتزايدة ضد تدابير الإصلاح التضخمية.
إن استغلال القطاعات الخاضعة للضرائب مثل الزراعة وتجارة التجزئة للحصول على إيرادات إضافية من شأنه أن يؤدي إلى احتجاجات من قبل المزارعين وصغار التجار، في حين أدت تخفيضات الإنفاق في الأموال التقديرية المخصصة لأعضاء البرلمان إلى الضغط بالفعل على التحالفات والولاءات الحزبية.
وقال الخبير الاقتصادي ساكيب شيراني إن الميزانية ستكون متوافقة مع متطلبات صندوق النقد الدولي، لكنه حذر من أن “المشكلة الحقيقية ستكون الالتزام بالتقشف المالي والحكمة واحتواء الشعبوية”.